الإثنين: 14/07/2025
عاد وفد مبادرة "طبتم وطاب ممشاكم" بسلام إلى أرض الوطن، مختتمًا مناسك العمرة وزياراته الروحانية في مكة المكرمة والمدينة المنورة. محملين بذكريات لا تُمحى، ودروس حياة قيّمة ستكون بمثابة نقطة تحول إيجابية في حياتهم، تُضيء دروبهم بنور الإيمان، وتساهم في بناء شخصياتهم المتوازنة، وتُرسخ فيهم الاعتزاز بهويتهم.
وتُعد مبادرة "طبتم وطاب ممشاكم"، في نسختها الثانية، ثمرة تعاون مثمر بين وزارة الأسرة، كجهة منظمة، وجمعية دبي الخيرية، كداعم رئيسي. وهي مشروع إنساني نبيل يركز بشكل أساسي على توفير فرصة لمجموعة تمثل (12) من الناشئة المواطنين، إضافة للفريق الإشرافي، لأداء مناسك العمرة، مصحوبة ببرنامج تعليمي وثقافي وتاريخي متكامل.
ويُعتبر هذا التعاون بين جمعية دبي الخيرية ووزارة الأسرة في تنفيذ المبادرة، مثالًا رائدًا للشراكات الفعالة بين القطاعين الحكومي والخيري، والتي تسهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف دولة الإمارات الأوسع نطاقًا في مجال التماسك المجتمعي وتمكين الشباب.
وبعد أن منّ الله على وفد المبادرة بأداء مناسك العمرة بيسر وطمأنينة في بيت الله الحرام بمكة المكرمة، انطلق الوفد في رحلة استكشاف روحانية للمزارات الدينية والتاريخية. ففي مكة، تشرف المعتمرون بزيارة غار حراء الذي شهد نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وغار ثور الذي احتمى فيه النبي وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أثناء الهجرة. وهذه الزيارات لم تكن مجرد جولات سياحية، بل كانت فرصة للتأمل في السيرة النبوية العطرة واستحضار عظمة التاريخ الإسلامي.
وانتقل الوفد بعد ذلك إلى المدينة المنورة، مدينة الرسول الأعظم، حيث غمرتهم السكينة والخشوع بزيارة المسجد النبوي الشريف. كما حرص المعتمرون على زيارة مقبرة البقيع، مثوى العديد من صحابة رسول الله وأهل بيته الكرام، حيث دعوا لهم واستشعروا عظيم تضحياتهم.
ومن المزارات التي قام الوفد بزيارتها "جبل أحد"، الموقع الذي شهد إحدى أهم الغزوات في تاريخ الإسلام، حيث وقف المعتمرون متأملين في بطولات الصحابة الكرام وتضحياتهم. كما زار الوفد مسجد قباء، أول مسجد بني في الإسلام، ومسجد القبلتين الذي شهد تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة.
ولم تقتصر الزيارات على ذلك، بل امتدت لتشمل زيارة المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، وهو متحف تفاعلي يُعنى بالتعريف الحضاري الشامل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وآدابه وأخلاقه الكريمة، وإظهار الإسلام بصورته الصحيحة. وكل محطة من هذه المحطات كانت تحمل في طياتها دروسًا وعبرًا، وأضافت بعدًا إيمانيًا عميقًا للرحلة.
وعبر الناشئة المشاركون عن سعادتهم الغامرة وامتنانهم الشديد لمبادرة "طبتم وطاب ممشاكم"، مشيدين بالتنظيم الدقيق والرعاية الفائقة التي حظوا بها من لحظة مغادرتهم وحتى عودتهم. وأكدوا أن هذه الرحلة لم تكن مجرد فرصة لأداء العمرة، بل كانت تجربة حياة متكاملة سمحت لهم بالتعمق في تاريخهم ودينهم، وأعادت شحن أرواحهم بالطاقة الإيمانية.